كيف يصبح ابنك مثل الشيخ محمد بن عبد الوهاب

Sunday, July 15, 2012

همسات لمن يتحسر على فوات الركعات



الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده: أما بعد:
فكل مصلي لله الواحد القهار يتحسر على فوات تكبيرة الإحرام أو الركعة والركعتين ونظراً لأهمية هذا الموضوع كانت هذه الكلمات
-        موعد مع عظيم:
أخي الكريم عندما يكون لك موعد مع عظيم في نفسك من البشر فما شعورك قبل حلول الموعد؟
وما واهبتك للقائه ؟ وأي لباس سترتدي ليعبر عن شخصيتك؟
وهل ستحضر على الموعد أم قبله؟
وهل ستتأخر عنه لأي عارض أم تضحي من أجله؟
فما موقفك من مواعيدك الثابتة مع العظيم سبحانه وتعالى
حين تقابله في الصلوات الخمس التي تعرف مواعيدها بدقة ؟
هل يليق بك أخي الحبيب أن تأتي متأخراً في كل مرة؟
 وهل انتبهت لملابسك وهل هيأت نفسك لتحقيق رضاه عز وجل؟
.......................................................................................................
وهذه همسات في أذنك فارعني سمعك كما أرعيتني بصرك واحتسب هذه الدقائق  في قراءتك لعلها أن تنفعك يوم أن تلقى ربك.
قال الله جل جلاله
)وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133)( آل عمران
)سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21)(الحديد
)فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ( البقرة 148
)وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ (14)(الواقعة
وقال صلى الله عليه وسلم ( لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه)
قال النووي (التهجير هو التبكير إلى الصلاة أنى كانت)
وقال صلى الله عليه وسلم(لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه)
قال النووي(التهجير هو التبكير إلى الصلاة)
منزله الصلاة عند السلف:
قال عدي بن حاتم رضي الله عنه( ما أقيمت الصلاة منذ أسلمت إلا وأنا على وضوء)
قال سعيد بن المسيب رحمه الله( ما أذن المؤذن منذ ثلاثين سنة إلا وأنا في المسجد)
وروي عن الأعشى رحمه الله أنه قرابة السبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى)
أما بشر بن الحسن رحمه الله فكان يقال له الصفي لأنه كان يلزم الصف الأول منذ خمسين سنة في مسجد البصرة)
وكان ابراهيم ابن ميمون كان يعمل صائغاً يطرق الذهب والفضة فكان اذا رفع المطرقة وسمع النداء وضعها ولم يردها)

أهمية التهيئة النفسية للتبكير:
عفواً إذا كان الرياضي يتهيأ للمباراة بعدة ترتيبات ويكون هذا في حقه محمده وكذا أصحاب المال والأعمال يتهيئون لأعمالهم واجتماعاتهم فأنت أولى بالتهيؤ ذهنياً وبدنياً ومظهرياً عند مقابلة رب الأرباب فما منزلة الصلاة في ارتباطاتك فالبعض يبني مواعيده على مواعيد الصلاة وهي عنده الأصل
أما المفرط فيركز على أعماله ويتخللها الصلاة فتكون مشاغل الحياة هي الأصل!!
وبلا شك فإن النتيجة ستكون مختلفة من ناحية طمأنينة القلب وخشوعه والأجر على ذلك فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول(وجعلت قرة عيني في الصلاة)
ويقول لبلال (أرحنا بالصلاة يا بلال) .
فوالله إنها لخسارة وأي خسارة
أن تقوم وتتوضأ للصلاة وتحضرها مع جماعة المسلمين وقد فاتتك ركعة أو ركعتين ثم لا تخشع فلا يكتب لك إلا عشرها أو أقل فليس لك من صلاتك إلا ما عقلت منها
احذر
قال إبراهيم التيمي  رحمه الله :
(إذا رأيت الرجل يتهاون في تكبيرة الإحرام فاغسل يدك منه)
قال الحسن البصري رحمه الله (مثل المنافقون في المسجد كمثل الطير في القفص ومثل المؤمن في المسجد كمثل السمك في الماء)
وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم (ولا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله)
رواه مسلم وعند أحمد(يوم القيامة)
قال النووي رحمه الله( أي يتأخرون عن الصفوف الأول حتى يؤخرهم عن رحمته أو عظيم فضله أو رفع المنزلة أو العلم أو نحو ذلك)
وأعظم مما سبق تحذير الله عز وجل في القرآن عن الاتصاف بحال المنافقين
)إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ
 وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا (142)( التوبة
انتبه لما يدور حولك
دور الشيطان :
قال تعالى:) إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6)(فاطر
فهل انتبهت لوسائل الشيطان في تأخيرك عن الاستجابة للنداء وإدراك تكبيرة الإحرام والصف الأول
(فالشقي يرغبه الشيطان في الدنيا حتى يقول لا شيء غيرها )
فالبعض يسول له الشيطان أن يتأخر عن إدراك تكبيرة الإحرام بأعذار واهية وحيل سخيفة ومن ذلك أنه لا يحلو له انجاز الأعمال إلا بعد سماع الأذان وقرب وقت الإقامة ولا يذهب مباشرة إلى المسجد المجاور له بل يغريه الشيطان بأن يكسب الوقت بالصلاة في المسجد اللاحق.
فالواجب على كل مؤمن حريص على صلاته أن ينتبه لهذا العدو ويقوم بمراغمته وهزيمته
قال تعالى
)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ(النور
وهنا يجد المؤمن لذة الانتصار على الشيطان والنفس والهوى
دور الملائكة عليهم السلام
ثبت في أحاديث صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن مع كل إنسان قرينه من الجن يأمره بالشر(الذي هو الشيطان)ودوره الوسوسة في الصدور قال تعالى (الذي يوسوس في صدور الناس)
ومن رحمة الله أن جعل معه قريناً من الملائكة يأمره بالخير قال صلى الله عليه وسلم(ما منكم من أحد إلا ومعه قرينه من الجن وقرينه من الملائكة فأما قرينه من الجن فيأمره بالشر وأما قرينه من الملائكة فيأمره بالخير )
وفي الحديث الآخر  قال صلى الله عليه وسلم( إذا استيقظ أحد من نومه ابتدره ملك وشيطان فيقول الملك , استفتح بخير ويقول الشيطان استفتح بشر  فإذا قام فذكر الله طرد الملك الشيطان فإذا قام ولم يذكر الله طرد الشيطانُ الملك)
فإذاً لا بد أن تنتبه لخطرات الملك التي يرسلها الله إلى قلبك
قال ابن القيم رحمه الله(.........





وسائل عملية للتبكير
1-              الدعاء بأن يفتح الله على العبد ويشرح صدره للتبكير.
2-              تحدي النفس وخطمها عن هواها وما اعتادت عليه من التأخر الغير مبرر.
3-              إعادة ترتيب مشاغل الحياة وتعظيم قدر الصلاة وجعلها الأصل الأصيل وبناء المواعيد عليها.
4-              الاستفادة من وسائل التقنية الحديثة للتذكير بالتبكير للصلاة قبل الأذان كساعات اليد والحائط المنبهة وبرامج الجوال والحاسب الآلي. والاستجابة لهذا التنبيه لئلا يكون حجة عليك.
5-              قطع الأعمال مباشرة عند سماع الأذان فلنا في رسول الله قدوة حسنة إذ روت عائشة رضي الله عنها أنه كان صلى الله عليه وسلم في مهنة أهله فإذا أذن قام وكأنه لا يعرفنا).
6-              التواصي مع الزملاء  في اعمل ولأهل في المنزل على إعانتك على التبكير و ترتيب المواعيد بما لا يتعارض مع الأذان خاصة وجبات الطعام وجلسات القهوة والشاي.
7-              تربية النفس على لزوم المسجد ومحبة البقاء فيه قبل الصلاة وبعدها قال صلى الله عليه وسلم( المسجد بيت كل تقي وتكفل الله لمن كان المسجد بيته بالروح والرحمة والجواز على الصراط إلى رضوان الله إلى الجنة) رواه الطبراني وصححه الألباني
8-              عندما تسمع الأذان وأنت في السيارة فتوجه مباشرة إلى المسجد الذي سمعت منه الأذان فهذه وسيلة عظيمة في تربية النفس على الاستجابة لنداء الله وتذكر دوماً أن أعظم ما تتقرب به إلى ربك المحافظة على الفرائض
قال الله تعالى في الحديث القدسي( وما تقرب الي عبدي باحب مما افترضته عليه)






فضائل التبكير
1-               قال صلى الله عليه وسلم (من ذهب إلى المسجد كانت له بكل خطوة حسنة ومحيت عنه سيئة)فهلا حسبت عدد خطواتك إلى المسجد كي تقر عينك وتتحفز نفسك لهذا الخير الذي أعده الله لك
2-               اعلم انك إذا أدركت التأمين مع الإمام حزت بإذن الله ببشارة الرسول صلى الله عليه وسلم القائل(فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه)
3-               صلاة الملائكة على المصلي مادام في مصلاه تقول اللهم اغفر له اللهم ارحمه)
4-               المحافظة على السنن الرواتب فيبني لك الله بيتا في الجنة
وإذا صليت أربعا قبل العصر حزت بشارة الرسول صلى الله عليه وسلم لك بالرحمة (رحم الله امرئ صلى قبل العصر أربعاً)
وإذا صليت أربعا قبل الظهر حرمك الله على النار(من صلى قبل الظهر أربعاً وبعدها أربعا حرمه الله عن النار)
وان أعانك الله على السنة القبلية لصلاة الفجر فهي خير من الدنيا وما فيها قال صلى الله عليه وسلم (ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها)يقصد السنة القبلية فيا خسارة من يفرط في هذا الأجر العظيم بأعذار واهية يستحي منها يوم القيامة
5-               من لازم التبكير استطاع أن يتنعم بمناجاة الله في صلاة خاشعة قبل الصلاة بل ويختم القرآن بين الآذان والإقامة
6-               التعارف مع جماعة المسجد وحصول المودة والتآخي بين المصلين
7-               تتمكن من قول جميع الأذكار الواردة في حال المصلي مثل دعاء الخروج من المنزل والذهاب إلى المسجد ودخول المسجد.....
8-               إدراك وقت استجابة الدعاء بين الأذان والإقامة خمس مرات في اليوم والليلة
9-               لا شك أن من فتح الله عليه في التبكير من الذين يبشرهم المصطفى صلى الله عليه وسلم بأن يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله(ورجل قلبه معلق بالمساجد)
ماذا تفعل عندما تفوتك الجماعة الأولى
كلنا يعلم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (صلاة الجماعة تفضل صلاة الفرد بسبع وعشرين )فإذا دخلت وقد صلى الناس فلا تستعجل بالصلاة منفرداً
 بل انتظر حتى يأتي من يصلي معك
 أو تقدم فصل مع من يصلي السنة البعدية
 أما إذا كنت في البيت فاطلب من أهلك أن تصلي معك بشرط ألا تكون عادة لك
وأما اذا دخلت المسجد والإمام في التشهد الأخير فلك حالتان إن كانت هذه الجماعة الراتبة فبادر للالتحاق بها
أما إذا كنت في مسجد على طريق سفر ونحوه مما تتعدد فيه الجماعات فانتظر حتى تنشئ جماعة جديدة
هذا هو الأرجح من أقوال أهل العلم والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين


0 اقرأ التعليقات:

Post a Comment