كيف يصبح ابنك مثل الشيخ محمد بن عبد الوهاب

Saturday, September 1, 2012

الـقـلب السليم


القلب السليم نحتاجه أناو أنت لذا قال ربي : (يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَاْلٌ وَلاَ بَنُوْنُ ^ إِلاَّ مَنْ أَتَىْ اَللهَ بِقَلْبٍ سَلِيْمٍ) ، لذا كان r حريصًا على أن يُلح على رَبِّه ويسأله : " اللًّهُم إني أسألك قلبًا سليمًا " - رواه الترمذي وهو حديث حسن -

لماذا أحتاج إلى قلب سليم؟


1- لأنه لن ينفعني في الآخرة بعد رحمة الله إلا هذا القلب السليم.

2- عن أبي هريرة y قال: قال رسول الله r: " إن الله لا ينظر إلى صوركم وإلى أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم " -رواه مسلم-.

الآن وقد جئت المحاضرة جَمَّلتُ نفسي للخارج؛ شماغ زين، مشطت لحيتي ... لبست ثوبًا طيبًا... وهذا حسن ... لماذا فعلت ذلك؟ ... لأنه محل نظركم أنتم؛ ولكن من منَّا وهو يُجَمِّل نفسه أمام المرآة أعطى المرآة حَقَّها؛ فما حَقُّها؟ 1- قوله r: " اللهم حَسِّنْ خُلُقِي كَمَا حَسَّنْتَ خَلْقِي "؛ لأنه إذا حَسُنَ خُلُقِي سَيَحْسُنُ قلبي. من منَّا يفكر في هذه القضية ؟ 2- هل جَمَّلتُ قلبي لينظر إليه الرَّب كما جَمَّلتُ وجهي ؟!.

في حديث أبي هريرة أنّ محل نظر ربِّي إليَّ ليس وجهي إنما ينظر إلى قلبي؛ فسلامة القلب هي أمرين :- 1- أمر للخالق. 2- أمر للمخلوق.

* أمر الخالق هو أركان الإسلام، لذا قال الله في الصلاة: ) إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنْ الفَحْشَاءِ والمُنْكَرِ (؛ إذن حق الله له ارتباط كبير بحق العباد. فإذا أديت حق ربي من الصلاة كما أمرني فإني لا بد أن أترجم هذا الحق في خارج المسجد بحسن خلقي.

فالخلاصة: أنَّه حتى يكون قلبي سليم لا بُدَّ أن يجتمع لي الأمران:- أن أقوم بحق ربي كما أمرني وأن أقوم بحق العباد كما أمرني.

قد تجد كثيرين يصلون الصلاة جيدًا وقد يكون في الصف الأول لكنه ( يكذب، يغتاب, ينمّ، يظلم، يختلس أموال، يغلُّ أموال الدولة، يأكل أموال اليتامى، يأكل أموال الناس بمساهمات وهمية، شيكات من غير رصيد، .....).

إذن كيف أجمع حق الله وحق العباد والذي أمرني الله به في بوتقة واحدة فلا بد أن يمتزجا.





ومن أراد أن يتأكد أن قلبه سليمًا؛ لا بد أن يتأكد من أن عنده 3 أمور:

1- أن تكون صلاته أكبر همه، فرسول الله r كانت الصلاة قرة عينه، لماذا الصلاة برهان؟ لأنها أحب الأعمال إلى الله، قال ابن مسعود y: سألت رسول الله r " أي العمل أحب إلى الله، قال: الصلاة في وقتها ".

2- إذا كانت الصلاة أكبر همِّك وحافظت عليها محافظة تامّة سيحدث لك بإذن الله الخشوع؛ وإذا حصل لك الخشوع سينهاك عن الفحشاء والمنكر، فالخشوع هو الدليل الثاني.

3- والدليل الثالث شهادة الناس لك: هذا تقيّ... هذا ابن حلال... هذا صاحب صلاة... صاحب عبادة... كافٍ شرّه عن الناس... لا يغتاب... لا يكذب... ائْتَمِنهُ على مالك... تاجر معه... ساهم معه. ويقولن عن الآخر: لا تأته هذا نصَّاب... كذّاب... صاحب نميمة.

* اتصل بي الإخوان في قسم القسطرة وقالوا: إن عندنا مريض توقف قلبه وعمره 80 سنة، سنجري له عمليّة قسطرة وحدثت لنا مشاكل تعال لتراه، رأيت أن هذا المريض يحتاج لتدليك لينشط قلبه؛ تكلمنا هل يتحمل العمليّة؟ أم لا يتحملها؟ في آخر الأمر أقنعوني أن نجري له العمليّة. أجرينا له العمليّة من الأربعاء فالخميس فالجمعة في السبت فالأحد فالاثنين فالثلاثاء وهو مخدرٌ تخديرًا كاملاً بنوعين من المخدر، وركب عليه جهاز التنفس الصناعي، ولا يتحرك منه شيء أبدَا. يوم الثلاثاء في الصباح قالوا لنا: أن المريض بحالة طيبة ويمكن أن تنـزعوا عنه جهاز التنفس الصناعي؛ كانت الساعة السابعة صباحًا، ثمّ ذهبتُ لغرفة العمليات وعندما أجريت العمليّة الأولى كانت الساعة الثانية إلا عشر دقائق تقريبًا، وجدت مسئول التنفس الصناعي واقفًا عنده يقول له: خذ نفسًا حتى ينزع عنه أنبوبة التنفس الصناعي... المهم؛ وضعته في مكانه بعد ست أو سبعة دقائق نظرت إلى الساعة وجدتها الثانية إلا عشرة ظهرًا، وقفت عند المريض بعد أن أزالوا عنه الجهاز وارتاح كانت الساعة الثانية إلا 3 دقائق، إذ بي أكلمه: يا خال، عليك سبعة أيام قضاء ما صَلَّيْتَ فيها لا تنسَ. قال: يا ولدي، هل اليوم الثلاثاء الظهر؟ قلت: نعم. قال: ليس علي أي يوم ولا أي فرض. قلت: يا خال لقد كنت مخدرًا. رد: يا ولدي ما بك؟ اليوم ماذا؟ قلت: الثلاثاء. قال: الظهر أم لا؟ قلت: نعم. قال: لقد صَلَّيتُ جميع الفروض وليس عليَّ أيُّ فرض، أنا جالسٌ أجادله وإذ بي أنظر إلى أخصائي التنفس فإذا به يبكي، فعلمت أن المسألة فيها شيء. قلت: يا خال، شفانا الله وإيّاك وتقبَّل منا ومنك. ذهبت إلى أخصائيّ التنفس وقلت له: ما بك؟؛ لماذا تبكي؟ قال: يا أخي، هذه كرامة عجيبة!، رأيت من كرامة ربي لهذا الرجل. قلت: وماذا رأيت؟ قال: أنا داومت بالليل وبالنهار، ما يأتي وقت الأذان إلاّ والرجل يستيقظ ثم يتمتم ويفتح عيونه وينام ثانيةً، والله يا دكتور ما ظننته يصلي؛ ظننته يستيقظ مثل أيّ أحد يألم بشيء وينام ثانيةً، كل وقت آذان يا دكتور، ما إِنْ يُؤذّن إلاّ يقوم. من الذي يوقظ هذا الرجل؟ من؟ ساعة؟





نعم عنده ساعة، هذه الساعة أين هي؟ لدية منبه عظيم هيأه له ربّي، نعم هل تعرفونه؟ أنا لم أعرفه لكن سألت الممرضة عن ولده؛ قالت: يأتون بالليل. ذهبت لأقوم بعملية ثانية ورجعت إليه الساعة الثامنة والنصف وجدت عنده أحد أبنائه. حدثته قلت: أبوك على أي شيء هو؟ قال: أبي أكثر من 40 سنة ومكانه في المسجد على يمين المؤذن وهو صاحب قيام ليل أيضًا، يختم بـ 3 وإذا زاد فبـ 7، فعلمت أن عنده ساعة ومنبه في صدره. لكن ما هذا المنبه؟! إنَّه قلب سليم. من الذي أيقظه؟ أيقظه ربّه. لكن لا بد أن يكون هناك سبب... فالسبب هنا... القلب السليم.

كان ولده يقول أيضًا: أبي لسانه لا يعرف إلاّ الشكر والذكر، فما أذى أحدًا بلسانه أبدًا؛ لا غيبة ولا نميمة ولا كذب... جمع أمرين: أَدَّى الصلاة كما ينبغي ثمَّ أَدَّى حق الله بما للعباد من حق.

إذًا ما المشكلة؟ لماذا نصلِّي ونكذب؟ صاحب صلاة ويغتاب؟

المشكلة ليست في الصلاة... المشكلة... في كيف يصلي!

كيف نجعل صلاتنا تنهانا عن الفحشاء والمنكر؟ بأن "نخشع" وهي مشكلة كثير من الناس، فيأتيه الشيطان "بما أنك لا تخشع إذًا صل في البيت" الشيطان يريد أن يقل ويبتعد حتى يبتعد عن "الخشوع". فإذن يا إخواني نتكلم في "كيف تكون خاشعًا؟". وأنا وأنتم علينا ببذل الأسباب، نحن غير مطالبين بأكثر من ذلك؛ لكن يجب أن نبذل. مثلاً: أنا أريد أن أدخل كلية الطب؛ ماذا أفعل؟ أذاكر، اجتهد... أريد أن أتخرج منها، لا بد أن أفعل الأسباب. الذي لا يجتهد لن يصل إلى ما يريد، فالذي يريد أن "يخشع" عليه ببذل الأسباب ولا يرى النتائج؛ لأنه قد يفعل الأسباب ويذاكر حتى يدخل كلية الطب ولكن لا يكتب له لأن عدم دخوله كلية الطب خير له، لكن في قضية العبادات الأمر مختلف، قد يؤخر هذا عنك. الآن أنت فعلت جميع الأسباب التي سنذكرها وتجعلك خاشعًا في صلاتك ومع ذلك لا تخشع؛ أنت ليس عليك شيء، افعل الأسباب وأجعل أكبر همِّك هذه الصلاة وأن تخشع فيها. "احزن" ولكن لا يكون الحزن السلبي ( إذا ما استطاع أن يفعل ما يريد... يتركه). نعم احزن، ولكن أبذل في الأسباب أكثر. لم تنجح هذه السنة ليس الحل أن تترك الدراسة، بل الحل أن تزيد في فعل الأسباب إلى أن تنجح.

عندما نفعل الأسباب؛ أتظنون أنَّ الله ......... وإياكم؟ لا والله، قد تتأخر؛ لكن ستأتي بإذن الله.

إِذَنَ، ما هي الأسباب التي تعينني وإياكم على الخشوع؟

1- وهو أهم سبب؛ أن نحافظ على الصلاة ( أن تكون الصلاة أكبر همِّنا ) وعلامته أن يكون مكانك في الصف الأول.

2- الدعاء ( بين الأذان والإقامة - بعد الأذان - ليل نهار وفي كل وقت ).

3- تذكر الموت، قالي الألباني في الصحيح عن الرسول r: " اذكر الموت في صلاتك، فإن الرجل إذا ذكر الموت في صلاته لحريٌّ أن يحسن صلاته " فصلي صلاة رجلٍ لا يظن أن يصلِّيَ صلاةً غيرها، وإيَّاك وكل أمرٍ يعتذر.



4- النبيُّ محمد r أيضًا وأنا أكبر أتخيل أن هذه آخر صلاة، وأتخيل أنب أناجي ربي كأني أنظر إليه تمامًا، قال الرسول r: " إنَّ أحدكم إذا قام يصلي، إنَّما يناجي ربه، فلينظر كيف يناجيه ".

إذن هذه أربعة أسباب قبل التكبير... أما عن داخل الصلاة...

5- لا يتجه إلى القبلة... كنت ذات مرة في الحرم وأمامي واحد يتحرك، يقدم رجلاً ويؤخر رجلاً، لا يجمع الأعضاء السبع، ليس عنده اطمئنان. اترك خشوع القلب، أقصد اطمئنان الجسم حتى يخشع قلبك، هذا ما نريده؛ أن يطمئن جسمك.

6- الإنصات للقرآن، وهو أمر مهم جدًا؛ لماذا هو مهم لمن يريد أن يخشع؟ لأنَّ الله تعالى يقول: ) وإِذَا قُرِأَ القُرْآنُ فَاسْتَمِعُوْا لَهُ وأَنْصِتُوْا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُوْن (، تخيَّل فلانًا رحمه ربّي؛ سيخشع أم لا؟ سيخشع!

إذًا أنا أستمع القرآن لكي أُرحَم، فيكون ذلك سببًا في خشوعي!

7- ماذا نقول بعد الصلاة؟ استغفر الله ....... وكأني استغفر من سرحاني في الصلوات، فكأني أتوب في كل صلاة! وهي من أعظم الأسباب؛ لكن فما الفائدة إذن؟

أ- أُكْتَبُ مع التوابين؛ وإذا كتبتُ مع التوابين، أحبني رب العالمين، وإذا أحبني رب العالمين، سأكون بإذن

الله خاشعًا. فمن هذه الصلاة كتبت توابًا، ولو أنني لم أخشع فيها! لكن أكبر همي أن أتوب ( ادع ربي

- آتي في الصف الأول - أناجي ربي قبل الأذان - أصلي صلاة مودع - أتخيل أني أناجي ربي - أسمع

القرآن - أتوب وأتوب ). وإن حاول الشيطان أن يجعلك تيأس من الخشوع، فلا تنصرف له، عليك

أن تفعل الأسباب فقط.

ب- إن أخطأتُ في الصلاة، فلن أحاسب عليها؛ مثلاً: سرحت في صلاة الظهر ثم تبت إلى الله ثم جاءتك

المنيّة، ومت على التوبة، والتائب عن الذنب كمن لا ذنب له.

ج- مثلاً: تبت الظهر وجئت في العصر تصلي وتذكرت الموت وأنك تناجي الله، فستتذكر أنك تبت في

الظهر فتحاول أن تركز أكثر.

8- الأذكار بعد الصلاة؛ لا تأخذ وقتًا مابين 3 دقائق إلى 5 دقائق!

بعض الناس لا يستذكر ما يقوله من أذكار بعد الصلاة ؛ لماذا؟ قال لي بعض السلف: إذا جئت لتعد أموالك هل تعدها وأنت تنظر إليها؟ أم تعدها وأنت تتلفت يمنة ويسرة! إذًا قلها وقلبك حاضر وستشعر بها، عيونك على أصابعك وأنت تنظر إليها، ولا تنشغل بمن هم حولك، أو تبحث عن فلان، وتنظر هنا وهناك.

اعتبر أنَّك في صلاة. إذًا أولاً:- قلها بخشوع وطمأنينة كأنَّك في صلاة. ثانيًا:- عليك بدعاء الرسول r الذي قاله لمعاذ: " إنَّي أحبك يا معاذ فبعد كل صلاة لا تنسى أن تقول: اللهم أعنِّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك "، واستشعرها بمعناها؛ ( أعنِّي على ذكرك ): أن أكون خاشعًا، في الصف الأول، محافظًا عليها. ( شكرك ): على نعمك علي فأنا أصلي وغيري لا يصلي إلاَّ في المنزل، أو لا يصلي إطلاقًا.



( وحسن عبادتك ): تتخيل الخشوع في الصلاة، وأن أعبدك كما أمرت.

لو طبقنا هذه كما أمرنا الله -سبحانه وتعالى-، وعبدناه على بصيرة، لخشعنا في الصلاة! وترتب على ذلك حسن الخلق مع الناس.

( الهِـمَّةُ الأُوْلَى)

سأتكلم كما وعدتكم عن الصف الأول...

ولو تكلمت فلن أوفيه حقه؛ فأمره عجيب، لذا سأتكلم بإيجاز قدر الإمكان.

أحاديث عظيمة في فضل الصف الأول :

1- عن أي هريرة y عن النبي r قال: " سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلى ظله، وذكر منهم: رجل قلبه معلق بالمساجد "، قبل الأذان يتحرك، عنده منبه في قلبه ( لا يحركه الأذان بل قلبه )!

2- عن أبي هريرة y قال: قال رسول الله r: " من غدا إلى المسجد أو راح، أعدَّ الله له في الجنة نزلاً كلما غدا أو راح ". -متفق عليه-

3- عن بريدة y قال: قال رسول الله r: " بشروا المشاءين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة "، والنور التام هو ذالك السبب الذي يدخلك الجنة بإذن الله؛ كلما زاد نورك كنت أسرع على الصراط!

هناك من نوره مثل الجبل، وآخر مثل الجمل، وآخر مثل جسده، وآخر مثل الشاة فأقل إلى أن يكون كالوميض في إبهامه؛ إذا أضاء مشى، وإذا انطفأ توقف، ويقعد على ذلك سنين.

4- عن عثمان بن عفان y قال: قال رسول الله r: " من توضأ فأسبغ الوضوء، ثم مشى إلى صلاة مكتوبة، فصلاَّها مع الإمام، غفر له ذنبه ".

5- عن أبي هريرة y قال: قال رسول الله r: " من تطهر في بيته، ثمّ مضى إلى بيت من بيوت الله، ليقضي فريضة من فرائض الله، كانت خطواته؛ إحداها تحط خطيئة، والأخرى ترفع درجة ". -رواه مسلم-

6- عن عقبة بن عامر y قال: قال رسول الله r: " إذا تطهر الرجل ثمّ أتى المسجد، يرعى الصلاة، كتب له كاتبه بكل خطوة يخطوها إلى المسجد عشر حسنات، والقاعد يرعى الصلاة كالقائم، ويكتب من المصلين من حين يخرج من بيته حتى يرجع إليه ".

نفترض أن بيتك يبعد عن المسجد 100 متر، في كل متر خطوتين، نصلي في اليوم خمس صلوات، إذن في الذهاب والإياب: 2 خطوة × 200 = 400 خطوة × 5 صلوات = 2,000 خطوة، والخطوة بعشر حسنات، إذن : 2,000 × 10 = 20,000 حسنة في اليوم. نضرب 20,000 × 365 عدد أيام السنة = 7,300,000 حسنة في السنة. نضربها في 50 الذي هو عمري وعمرك ( أعمار أمتي ما بين الـ60 و الـ70 )؛ نبعد الـ10 سنوات الأولى ( الطفولة ) 50 × 7,300,000 = 365,000,000 حسنة في العمر ويحط كذلك عنك من السيئات.



فمن صلي في بيته، خسر خسارة كبيرة!

7- عن أبي أمامةy قال: قال رسول الله r: " من خرج من بيته متطهرًا إلى صلاة مكتوبة، فأجره كأجر الحاج المعتمر ". -رواه أبو داود وحسنه الألباني-

حسبتها رياضيًا: 5 صلوات، في كل صلاة تأخذ أجر عمرة، كم عمرة أتتك في السنة؟

5 × 365 = 1,825 عمرة في السنة. وذكرنا أن العمر الافتراضي 50 سنة؛ إذن: 50 × 1,825 = 91,250 عمرة في العمر، وكذلك 91,250 حجة في العمر.

فمن صلى في بيته، فقد خسر خسرانًا مبينًا!

8- عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله r: " صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة ". حسبتها أيضا: 27 × 5 = 135 في اليوم، 135 × 365 = 49,275 درجة في السنة,

49,275 × 50 = 2,463,750 درجة في العمر.

أحاديث أخرى تُفرِح الصدر :

1- عن أبي هريرة y قال:قال رسول الله r: " ما تَوَطَّنَ رجل المساجد للصلاة والذكر، إلاّ تبشبش الله تعالى إليه، كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم ".

2- عن عبدالله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله r: " ست مجالس المؤمن ضامن على الله تعالى ما كان في شيء منها، وَعَدَّ منها مسجد الجماعات ".

3- عن أبي هريرة y قال:قال رسول الله r: " إنَّ للمساجد أوتادًا هم أوتادها، لهم جلساء من الملائكة، فإن غابوا سألوا عنهم، وإن كانوا مرضى عادوهم، وإن كانوا في حاجة أعانوهم ". بالدعاء وبالتوفيق والرأي الحسن.

4- عن أبي الدرداء y قال:قال رسول الله r: " المسجد بيت كل تقي، وتكفَّل الله بمن كان في المسجد بيته بالروح والرحمة والجواز على الصراط، إلى رضوان الله إلى الجنَّة ".

5- عن أبي مسعود y قال:قال رسول الله r: " كن سرَّه أن يلقى الله غدًا، فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادي بهنّ، فإنًَّ الله شرع لنبيكم سنن الهدى، وإنَّهُنّ من سنن الهدى، ولو أنّكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلِّف في بيته، لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، ولقد رَأَيْتَنَا ما يتخلَّف عنها إلاَّ منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف ".







وهذه ثلاث قصصٍ عظيمة تنطبق على هذا الحديث رأيتها بنفسي :

* أمَّا القصة الأولى: في القاهرة عندما كنت أدرس، كان لنا جارٌ عظيم ( 360 مفصلاً لا يتحرك منها شيء عنده )، يمشي للمسجد ساعة ونصف، ويمشي من عند باب المسجد إلى أن يأتي للصف الأول في 10 دقائق، ينتظر الصلاة ويصلي واقفًا! سألني بعض الإخوة: هذا الرجل حريصٌ على الصلاة!، قلت: لا؛ أرسله ربّي حجة عليَّ وعليك، وعلى من يصلي في بيته. فكأنَّما ربي يقول: انظروا هذا لم يوقفه الشيطان إذا قال: أنت لديك عذر، وليس هناك أحدٌ يأتي بك، وأنت وأنت...

* أمَّا القصة الثانية: فهي في الرياض، وهي لرجلٍ عالم -أحسبه والله حسيبه- ( رجلٌ لا يرى ولا يتكلم )، لا يستأجر بيتًا إلاّ إذا كان ملاصقًا للمسجد، ثمّ يضع حبلاً من بيته إلى الصف الأول !! يقول لي إمام المسجد الذي رأيته عنده: بعدما سكن عندنا من ثمانية أشهر وهو ضعيف الحال، مرة فاتته صلاة الفجر فلم يكلمني لمدة أسبوعين، سألته لماذا؟ رد: الآن لو كان هناك عزيمة أو أكل لناديتموني، ولمَّا دخلت المسجد ولم تجدني، لماذا لم تطرق عليَّ الباب؟ فغضب مني وقال: أنتم لا تحبونني! الذي لا يُحِبُّني على خير الآخرة؛ لا يُحِبُّني! إلى أن راضيناه وقبلت رأسه والجماعة كذلك، ثمّ رضي عنِّي. ( ثمانية شهور ما فاتته الصلاة )!

* أمَّا القصة الثالثة: فهي في دبي، سكنت في أحد الشقق المفروشة، فإذا بي أرى رجلاً باكستانيًا يصلي في المسجد القريب، عنده مرض ( المشية الكلورية ): وهي مشية غير منتظمة، لا تجعلك تتحكم في عضلاتك، تتقدم وتتأخر ( نصف ساعة لكي يصل إلى المسجد! )، مع أنَّ بين بيته وبين المسجد شارع، ولم يترك الصف الأول أبدًا إلاّ فريضتين، وكنت آتي به بالسيارة، وكان حرصًا جدًا أن يأتيَ للصف الأول!

* عن أبي الدرداء y قال: قال رسول الله r: " ما من ثلاثة في قرية أو بدوِ لا تقام فيهم الصلاة، إلاّ قد استحوذ عليهم الشيطان، فعليكم بالجماعة؛ إنّما يأكل الذئب من الغنم القاصية ".

* سؤال: هل يحصل للنساء هذا الفضل؟

جاءت أم حميد للرسول لتحسم هذه القضية...

عن أم حميد -رضي الله عنها- أنَّها جاءت للرسول، فقالت: إني أحب الصلاة معك يا رسول الله، قال: " قد علمت أنَّكِ تحبين الصلاة معي، وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي ".

إذَا الأفضل للمرأة أن تصلي في ( غرفة نومها).



عن أم سلمة -رضي الله عنها-، قالت: ( خير مساجد النساء قعر بيوتهن ).

* فضائل الصف الأول ( 18 فائدة ):-

1- أن الله يفرح بدخول عبده للمساجد.

2- أن العبد ضامنُ على الله.

3- لهم جلساء من الملائكة.

4- لهم الرَّوْح والرحمة والجواز على الصراط.

5- يظلهم الله في ظلَّه.

6- كلما غدا أو راح للمسجد كان له " نزل في الجنة ".

7- له 365,000,000 حسنة في حياته كلها.

8- تحط عنه 365,000,000 خطيئة في حياته كلها.

9- له النور التام يوم القيامة.

10- تصلي عليه الملائكة.

11- يأخذ 2,463,750 درجة في حياته كلها.

12- يكون محافظَا على سنن نبيه ( سنن الهدى ).

13- تكون حرزًا له من الشيطان.

14- له أجر من قام الليل كله.

15- له أجر 91,250 عمرة في حياته كلها و 1,825 عمرة كل سنة.

16- له أجر 91,250 حجة في حياته كلها و 1,825 حجة كل سنة.

17- يُغْفَرُ له ذنبه.

18- يكتب من القانتين.

( الهِـمَّةُ الثانية )

الوضوء...

* في أحد زياراتي لليمن، كان هناك مريضٌ اسمه ( عبدالله)، حالته صعبة جدًا، عنده 3 صمامات، وكذلك عنده قصور في وظائف الكبد والكلى، نسبة خطورته عالية جدًا! لأن احتمالية أن يكون هذا الفشل دائمًا؛ واردٌ بعد العملية ولا رجعة فيه، ونسبة الوفاة عالية جدَا، فلذا لا يحبذ الأطباء أو جرَّاحي الطب أن يجروا تلك العمليات، لمن عندهم فشلٌ متجانس بين الكلي والكبد...



أقنعوني من حوله حتى وافقت على إجراء العملية، أُتِيَ به إلى غرفة العمليات وأدخلوه، كان قد أُعطِي له مهدئًا ( الذي يعطى للمرضى حتى لا يخشون من إجراء العملية )، أدخلوه وكان أحد الإخوة يقيم لصلاة الظهر، فلمَّا سمع الإقامة إذ به يترك السرير ويقفز ويصف معنا في الصف، وبعدما انتهينا قام ثانيةً وأقام وصلَّى العصر، كانت حاله صعبة، وجلس في الإنعاش 12 أو 13 يومًا، ولكني كُلَّما أتيته يومًا إلاَّ أسأله: كيف حالك يا عبدالله؟ إذا به يحمد الله ويثني عليه، وما سمعت منه شكوى. تداركه الله برحمته فأخرجه من الإنعاش، وبعد أسبوع أو 10 أيام خرج من المستشفى، وهو يخرج قال: أريد أن أسلم على الطبيب الذي أجرى لي العملية، أتوا به إليّ وكنت بغرفة العمليات، جلسنا نتكلم أنا وهو، تذكرت تلك الحادثة وسألته:

- ماذا تعمل يا عبدالله؟ - قال: فلاَّح!

- كم تحفظ من القرآن؟ - قال: أحفظ سورة الفاتحة والإخلاص فقط.

- أنت قمت كذا وكذا وقمت وصليت! - قال: يا دكتور؛ شيءٌ في قلبي، أنا منذ عرفت نفسي حتى لو

كنت قد فتحت الماء على الساقي، أغلق الماء وأذهب لأصلي، وأكون في المسجد قبل أن يؤذن.

- وكيف هي ظروفك؟ العملية غالية؟ - قال: والله يا دكتور أنا رهنت بيتي ومزرعتي و ثلاث بقراتٍ

عندي وبعض أشياء كذلك، والماشية هي كل ما أملك، مقال 420,000 ريالاً يمنيًا لمدة سنة، والعملية

بـ 700,000، لكن المدير راعى ظروفي -جزاه الله خيرًا-.

- ولم تخف أن تُضيِّع هذا كله؟ - قال: يا دكتور ربي -سبحانه وتعالى- لا يقدِّرُ لي إلاَّ الخير، فلما رأيتُ

وقد قدَّر ربي هذا الطريق، قلت: أنه خير، فأردت أن أتعبَّد الله، أجري العملية حتى أعبد الله على بصيرة،

والله أن لم أُفكِّر أنّ الله لن يقضي عنِّي ديني، وأنا متأكدٌ أنه سيقضي عنِّي.

فبكيت؛ لأنَّ البارحة قبل هذه الليلة اتَّصل بي أحد تُجَّار المملكة وقال: يا دكتور، أنت الآن موجود باليمن، أرجوك ابحث عن خمسة أو ستة فقراء يمنين من فقراء اليمن، وسأجري لهم عمليات على حسابي، وسأحوِّل لك المبلغ الآن على حسابك. قلت له: يا عبدالله؛ ربِّي قضا عنك دينك هذه 400,000 ريال سعودي، أكثر من المبلغ الذي عندك، وهي من أحد الرجال. قال: الحمد لله، نحن نحتاج هذا المبلغ، لأن عندنا مسجد مُتَهدِّم، سنبني به المسجد، وسأعطيك رقم الإمام وأعطه المبلغ. قلت له: أقول أنه لك. قال: أنا ربِّي سيقضي عنِّي؛ لكن المسجد مُتَهدِّم، المسجد أولى وأصرَّ على ذلك. يقول: بقيَ على الرهن عشرة أشهر ربِّي سيقضي عنِّي. قلت: انظر؛ إمَّا أن تأخذ أنت المبلغ أو لا تأخذه، فأخذه.

* من أهم علامات سلامة القلب ( حسن الظن بالله )، وأنْ تعلم أنَّ ما أتاك هو خير لك، وأنَّ ما أتاك من ابتلاء وما تراه من شر؛ هو ليس شرًا، ربّي لم يخلق الشر أبدًا، كل ما خلق فهو خير!







* نرجع إلى ( الوضوء )...

قلنا أنَّه همةٌ من هِمَمِ الصف الأول، وقلت أنّه من الأفضل لمن يريد أن يدرك الصف الأول عليه أن يتوضأ قبل الوقت بخمس عشرة دقيقة؛ وكنوز ذلك:-

* عن عثمان بن عفان y قال: رأيت رسول الله r يتوضأ مثل وضوئي هذا ثمّ قال: " من توضَّأ هكذا غفر له ما تقدم من ذنبه، وكانت صلاته ومشيه إلى المسجد نافلة ".

والذي يتوضأ والإمام يقيم الصلاة هل سيسبغ الوضوء؟ لا طبعًا... سيخسر الفضل.

- وهنا يا إخواني؛ أريد أن أقول أن سنن الهدى في الوضوء ثلاث :-

أن تكون مسبغا، مع السرعة، مع قلة الماء.

* اسمع هذا الحديث العظيم عن عمر بن الخطاب y قال: قال رسول الله r: " ما منكم من أحدٍ يتوضَّأ فيسبغ الوضوء ثم يقول: أشهد أنَّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنَّ محمدًا عبده ورسوله؛ إلاّ فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيِّها شاء " -رواه مسلم-، وزيادة عن أبي داود: " اللهم اجعلني من التوابين،واجعلني من الـمُتطهِّرين ".الذي يستعجل؛ هل سيقول هذا الدعاء؟ بالطبع لا، يتوضأ بسرعة ولن يذكره هذا الدعاء.

* لكن من عنده 10 دقائق سيذكر هذا الكلام العظيم، ويذكر كلامًا آخر في حديث لأبي سعيد الخدري y قال: قال رسول الله r: " من توضأ فقال: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك. كتب له في رِقٍ ثم جُعِل في طابع لم يكسر إلى يوم القيامة "، وعند النسائي " ختم عليه بخاتم ووضع تحت العرش، فلم تكسر إلى يوم القيامة "...!

* ومن كنوزه أيضًا؛ الآن لو أن أحدنا توضأ قبل الأذان بعشر دقائق، فأخذ منه هذا الوضوء أربع دقائق، ثم خرج وقال الأذكار التي قلناها في دقيقة، بَقِيَ له خمس دقائق؛ إذًا ماذا يفعل فيها؟

عن عبدالله بن بريدة عن أبيه -رضي الله عنهما- قال: " أصبح رسول الله r يومًا فدعا بلالاً فقال: يا بلال؛ لم سبقتني إلى الجنة؟ إنني دخلت البارحة الجنة، فسمعت خشخشتك أمامي. فقال: يا رسول الله؛ ما أذنت قط إلا صليت ركعتين، ولا أحدثت حدثًا قط إلا توضأت عنده. فقال رسول الله r: بهذا بهذا بهذا ".

* عن زيد بن خالد الجهني y قال: قال رسول الله r: " من توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى ركعتين لا يسهو فيهما، غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه ".

* عن عقبة بن عامر y قال: قال رسول الله r: " ما من أحدٍ يتوضأ فيحسن الوضوء ويصلي ركعتين؛ يُقْبِلُ بقلبه ووجهه عليها، إلا وجبت له الجنة ".









* بعدما صيت الركعتين بقي لك دقيقتان، خرجت للمسجد وقلت: " بسم الله، توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله "، فرد عليك الملك: " هديت وكفيت ووقيت ". وقلت: " بسم الله، توكلت على الله، اللهم إني أعوذ بك أن أَضِلَّ أو أُضَلّ، أو أَزِلَّ أو أُزَلّ، أو أَجْهَلَ أو يُجْهَلَ عليّ، أو أَظْلِمَ أو أُظْلَم ". وأيضًا: " اللهم اجعل في قلبي نورًا، وفي لساني نورًا، واجعل في سمعي نورًا، واجعل في بصري نورًا، واجعل من أمامي نورًا، واجعل من خلفي نورًا، واجعل من فوقي نورًا، واجعل من تحتي نورًا، وجعل في طولي نورًا ". فتمشي في ذكر وعبادة، خطو تمحو وخطوة ترفع، إلى أن تصل إلى باب المسجد؛ فتقول: " أعوذ باله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم ". فيكون جزاؤك أنك تُكْفَى الشطان في يومك كله. وتقول الحديث المشهور " اللهم اغفر لي ذنبي، وافتح لي أبواب رحمتك ".

قلت هذا كله قبل أن ندخل في الهمة الثالثة.

* نوجز الفائدة من همة الوضوء ( في سبعة كنوز ):-

1- الذي يسبغ الوضوء تتساقط خطاياه من كل عضو.

2- يغفر له ما تقدم من ذنبه.

3- تفتح له أبواب الجنة الثمانية.

4- تغفر له ذنوبه؛ فيكون كيوم ولدته أمه.

5- يكون من أول الداخلين في الجنة.

6- تُمْحَى خطاياه.

7- تَجِبُ له الجنة.

لذا كان الصحابة - رضوان الله عليهم - والسلف؛ آثارهم عجيبة... يقول عديّ بن حاتم : ما أقيمت الصلاة - يعني ما دخل وقت الصلاة - منذ أنْ أسلمت إلاَّ وأنا على وضوء.

ويقول الإمام ابن مسيب : ما دخل علي وقت الصلاة إلاَّ وقد أخذت أهبتها.

لأُِرزق هذه النعمة لا بد أن أكون في وضوئي على سنن النبي r؛ لأَنَّ الذي يتوضأ بهدوء سيسبغ الوضوء، وسيصلي الركعتين ويتسوك. ففي حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- المشهور، قال: قال رسول الله r: " لقد أمرت بالسواك حتى ظننت أن ينزل عليَّ قرآن أو وحي ".











( الهِـمَّةُ الثالثة )

أمَّا الهمة الثالثة؛ فهي الأذان...

1- يدخل الجنة. عن أبي هريرة y قال: كنا مع رسول الله r فقام بلالٌ ينادي فلمّا سكت قال رسول الله r: " من قال مثل ما يقول يقينًا، دخل الجنة ".

2- يغفر له ما تقدم من ذنبه. عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: أنّ رسول الله r إذا سمع المؤذن يتشهد، كان يقول : " وأنا وأنا " -رواه أبو داود-. وعن سعد بن أبي وقاص y قال: قال رسول الله r: " من قال حين يسمع المؤذن يقول: أشهد أنّ لا إله إلاّ الله، فقال: وأنا أشهد أنّ لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأنّ محمدًا عبده ورسوله، رضيت بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد r رسولاً نبيًا، غفر له ما تقدم من ذنبه ".

3- تجاب دعوته. عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: أنّ رجلاً قال يا رسول الله، إنّ المؤذنين يفضلوننا في الأجور، فقال رسول الله r: " قل كما يقولون، فإذا انتهيت سَلْ تُعْطَ " -رواه أبو داود-.

4- يُصَلَّى عليه عشر مرات إذا صلى على النبيّ. 5- تحل له شفاعة النبيّ r. عن عبدالله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله r يقول: " إذا سمعتم النداء، فقولوا مثل ما يقول، ثمّ صلوا علي، فإنَّه من صَلَّى عليَّ صلاة، صَلَّى الله بها عليه عشرًا (معنى الصلاة من الله علي: ذكرٌ وثناءٌ في الملأ الأعلى)، ثمّ سلوا الله لي الوسيلة، فإنّها منزلة في الجنة لا تنبغي إلاّ لعبد من عباده، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة، حلت له الشفاعة ".

6- أن ندعو للنبي محمد r؛ يعني أنّه -صلوات ربي وسلامه عليه- طلب مني أنا وأنتم أن ندعو له، وبعض الناس يقول لا لست بداعٍ، أي جحود لحق محمد r!؟ ثم نقول أنّنا نحبه!!

إذا سمعت الأذان فلا تبع ولا تشتري في أي مكان ... قف..! ردد مع المؤذن، صَلِّ في المسجد الذي سمعت الأذان منه، ولا تقل سأصلي في الذي بعده.

الآن وصلنا للصف الأول، ماذا في الصف الأول؟

عددنا 18 كنزا للمسجد، وسبعة كنوز في الوضوء، وكذلك ستة في الأذان؛ واحد وثلاثون كنزًا!!!

ألم أقل لكم أنّه كنز عظيم، وأنّ الله يثبت به القلوب، إذا وضعت هِمَّتَك الصف الأول.

نرجع للصف الأول؛ ما الأجر الذي لك؟

1- عن أي هريرة y قال: قال رسول الله r: " لا يزال العبد في صلاة ما كان في مصلاه ينتظر الصلاة، والملائكة تقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، ما لم يقم من مصلاه أو يُحْدِث ".







2- عن أنس y قال: قال رسول الله r: " إنّ هذه الآية :)تتجافى جنوبهم عن المضاجع( نزلت في انتظار الصلاة التي تدعى العتمة "، ( أي صلاة العشاء).

3- عن عبدالله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: صلينا مع رسول الله r المغرب، فرجع من رجع، وعَقَّب من عَقَّب، فجاء رسول الله r مسرعًا قد حسر عن ركبتيه، فقال: " ابشروا هذا ربكم فتح بابًا من أبواب الجنة، يباهي بكم الملائكة، يقول: انظروا إلى عبادي قد قضوا فريضة وهم ينتظرون أخرى ".

4- عن أي هريرة y قال: قال رسول الله r: " منتظر الصلاة بعد الصلاة؛ كفارس اشتد به فَرَسُه في سبيل الله على كشحة ".

5- عن عقبة بن عامر y قال: " القاعد على الصلاة كالقانت ".

6- عن أم حبيبة -رضي الله عنها- قالت: " من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع ركعات بعدها؛ حرمه الله على النار ".

7- عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله r: " رحم الله امرءًا صلى قبل العصر أربعًا ".

8- وصح عنه r أن الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد.

9- عن أنس بن مالك y قال: قال رسول الله r: " من صلى أربعين يومًا في جماعة، يدرك التكبيرة الأولى؛ كتبت له براءتان: براءة من الشرك، وبراءة من النفاق ".

10- وصح عنه r أنّه قال: " لِيَلِيَنِي منكم ألو الأحلام والنهى "، (يعني: العاقلين، المدركين، الذين يعرفون الخير ويتبعونه).

11- عن العرباض بن سارية y قال: كان رسول الله r: " يستغفر للصف المتقدم ثلاثًا، والثاني مرة " -رواه ابن ماجه وهو حديث صحيح-.

12- عن أبي أمامة y قال: قال رسول الله r: " إنّ الله وملائكته يصولون على الصف الأول " قالوا: يا رسول الله؛ والثاني؟ قال: " إنّ الله وملائكته يصولون على الصف الأول " قالوا: يا رسول الله؛ والثاني؟ قال: " إنّ الله وملائكته يصولون على الصف الثاني ".!! ( صلاة الله على الناس: ذكرٌ لهم في الملأ الأعلى، وصلاة الملائكة على الناس: استغفارٌ لهم ودعاء).

إذن يا إخوتي بعد هذا كله، ما الكنوز التي في الصف الأول وحده؟، حتى نجمعهم مع 31 كنزًا السابقة:

1- ما يزالون في صلاة ما انتظروا الصلاة.

2- أن الملائكة تستغفر لهم وتترحم عليهم.

3- يكون ممن قال الله فيهم )تتجافى جنوبهم عن المضاجع(.









4- يباهي الله بهم الملائكة.

5- له أجر فارس في سبيل الله.

6- يكون كالقانت.

7- يرحمه الله، (لأنّه صلى قبل العصر أربعًا).

8- يُحرِّم الله جلده عن النار، لأنّه صلى قبل وبعد الظهر أربعًا).

9- يكون مستجاب الدعوة، (لأنّ الدعاء بين الأذان والإقامة مستجاب).

10- يرزقه الله براءتان: براءة من الشرك، وبراءة من النفاق.

11- استغفار الرسول -صلوات ربي وسلامه عليه- له ثلاثًا.

12- صلاة الله وملائكته على من كان في الصف الأول مرتين.

12 كنزًا مع 31 يساوي ثلاثٌ وأربعون كنزًا لأصحاب الصف الأول..!

ومع هذا كله هو سبب من الأسباب العظيمة للخشوع!!، وإن كان عندي هذا كله سيعينني الله على أن أؤدي حق العباد. إذن يا أحباب هذه الثلاث وأربعون يجمعها حديث واحد، وكلنا نعلم هذا الحديث ولكن لا نفكر فيه.

عن أي هريرة y قال: قال رسول الله r: " لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثمّ لم يجدوا إلاّ أن يستهموا عليه لاستهموا عليه " -رواه البخاري ومسلم-

طرفة عجيبة... قلت هذا الكلام في مسجد من المساجد، فقال لي أحد المصلين: يا دكتور؛ الناس سيتنازعون على الصف الأول !، قلت: أولاً الرسول r وضع الحل " يقرع الإمام بينهم قرعة ". ثانيًا الشيطان لن يترك الناس. فرأيت هذا الرجل ما ترك الصلاة في الصف الأول، لكن لم يأت معه إلاّ رجل أو رجلين.

ويقول الرسول r: " لو تعلمون ما في الصف المقدم لكانت قرعة "، وقال r في حديث آخر: " لو يعلمون ما في التهجير؛ لاسْتَبَقُوا عليه، ولو يعلمون ما في الصف الأول والتبكير؛ لأتوهما ولو حبوًا ".

إذن؛ إذا أردنا الصف الأول نفعل الآتي:-

1- أتوضأ قبل الأذان بعشر دقائق.

2- إذا كنت سأذهب لمكان ما لا أخرج من البيت إلاّ متوضأً.

3- إذا سمعت الأذان وأنا في الطريق لمكان ما، فعلي أن أتوقف؛ إلاّ إذا كانت مسألة حياة أو موت. لا أقول سألحق بالمسجد الثاني أو الإشارة الثانية، لا؛ اجعل منها قاعدة، إذا سمعت الأذان توقف وصل في المسجد الذي سمعت الأذان منه.







بقي رسالة بسيطة أهمسها في أذني وأذن كل مقصر مثلي وهي:-

صلاة الجمعة؛ للأسف يا إخواني، أصبح الناس يتأخرون عن صلاة الجمعة الآن، فأنت تأتي قبل أن يصعد الإمام على المنبر بعشر دقائق، وتجد مكانًا في الصف الأول، وفي بعض المساجد قد تجد صفين أو ثلاثة، ثم بعد ما يخرج -كما يقول لي كثير من الخطباء- إذا خرجنا لم نجد إلاّ ثلاثة صفوف، ثم يمتلئ المسجد بعد ذلك. والناس وضعوا ليلة الجمعة للسهر، فلا ينامون إلاّ بعد الفجر. فمنهم من يصلي الفجر ومنهم من لا يصلي، ولا يقومون كما يقول بعض الإخوان: يا شيخ؛ نحن ندرك الخطبة الثانية، نضع المنبه على الخطبة الثانية. فهذا قد خسر خسارة عظيمة.

اسمعوا عن أوس بن أوس الثقفي y يقول: قال رسول الله r: " من غَسَّل يوم الجمعة واغتسل، وبَكَّر وابْتَكَر، ومَشِيَ ولم يركب، ودنا من الإمام واستمع، كان بكل خطوة يخطوها عمل سنة أجرها؛ أجر صيامها وقيامها " -رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه-

أخواني... أخواتي...

هذه خاتمة محاضرتي هذه، وهي أمر عظيم يجب أن نتداركه، ويجب أنّ لا نستسلم للشيطان في قضية (الخشوع)، وأنّ أهمّ سببٍ من أسباب الخشوع: هو المحافظة على الصلاة في المسجد، في الصف الأول، والمحافظة على الأركان، والمحافظة -كما قلت لكم- بالدعاء والتضرع، وبالتوبة بعد التوبة ثُمَّ التوبة، وببقية ما ذكرت. إذا فعلنا هذا فَلْنُبْشِر ولا تستعجل، فقد تؤخر عنك اليوم وتأتيك غدًا، تؤخر عنك هذه السنة وتأتيك بعدها، المهم أن يكون شغلك الشاغل ( فعل الأسباب لذلك). وابشر سيكون قلبك سليمًا، وستخشع وسيعينك على حق العبيد الذي أوجبه الله عليك، ويعينك ربي على حقه الذي أوجبه عليك، فيجتمع لك حق الله (أن تدعوه وتعبده على بصيرة في الصف الأول)، وحق العباد (أنّ لا تظلم أحدًا). لو اجتمع لك هذا فاعلم أنك صاحب ( قلب سليم ).

واعلم بأمر الله ورحمته ومغفرته، بأنك في الفردوس الأعلى مع محمد r.

سبحانك الله وبحمدك ...

أشهد أنّ لا إله إلا أنت...

...أستغفرك وأتوب إليك

1 اقرأ التعليقات:

  1. Gambling problem? - CDC
    A gambling problem 군포 출장샵 is a problem with gambling and an economic problem. 과천 출장샵 The number of people who have a gambling 여수 출장안마 problem is extremely 제천 출장샵 high.6 pageshttps://www.theguardian.com/ 강원도 출장마사지

    ReplyDelete