إليك يا من تحب القرآن أفكارٌ تعينك بعد الله تعالى على حفظ كلام المنان، حبل الله المتين وصراطه المستقيم، نورٌ يملأ قلبك وسرورٌ يشرح صدرك؛ فيا من عزمت على هذا العمل الصالح المبارك أوصيك ونفسي بالآتي:
أولاً: استصحب أنك حين تحفظ آياتٍ من القرآن نية طلب العلم ثم نية العمل بما تعلمت مستشعراً أنك تنادي ربك فهو كلامه المجيد يوجهك ويعلمك ؛ فما أنت قائل؟. تدبر معاني ما تقرأ ولا تقصر التدبر على آيات الوعد والوعيد ؛ بل كل آية فيها توجيه بل توجيهات ووصية بل وصايا فما أنت فاعل؟؛ اطلب من الله الهداية للعمل بما تعلمت. هذه المشاعر وهذه الإعدادات النفسية مهمة للانتقال من الخمول والكسل والتشاغل إلى مراتب علية كما كان السلف الصالح يقرؤون ويتعلمون ويعملون جعلنا الله بهم من المقتدين.
ثانياً: التحفيز باستشعار التحدي؟ّ!! نعم؛ الشيطان يتحداك ويريد أن يحرمك ويستغلك فهل تستسلم؟. انتبه لوساوسه؛ عندما تقرأ القرآن تذكر قسمه عند رب العزة حين غلبت عليه الشقوة فقال: )فَبِعِزَّتِكَ لَأُغوِيَنَّهُم أَجمَعِينَ* إِلَّا عِبَادَكَ مِنهُم اَلمُخلَصِينَ( ؛ جعلنا الله من عباده المخلصين.
ثالثاً: أصلح نيتك وأحسن الظن بربك ؛ دائما ثق بفضل الله تعالى وتأييده وإنه يعطيك ما تريد وبلا حدود؛ كن حسن الظن بربك تذكر أنه أكرم الأكرمين وأنه أرحم الراحمين وإياك من اليأس من رحمة الله أو اتهام النفس بضعف الحفظ وضعف الذاكرة وأسأل الله العون ألم يقل الله تعالى: )وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعوَةَ اَلدَّاعِ إِذَا دَعَان فَليَستَجِيبُوا لِي وَليُؤمِنُوا بِي لَعَلَّهُم يَرشُدُونَ ( ؛ ألم يقل تعالى: )وَقَالَ رَبُّكُم اِدعُونِي أَستَجِب لَكُم ( ؛ ألم يقل حبيبك الصادق المصدوق فيما يرويه عن ربه:" أنا عند ظن عبدي بي إن ظن بي خيرا فله وإن ظن بي شرا فله".
رابعاً: إذا عجزت عن حفظ القرآن كاملاً فلا تعجز –رحمك الله- عن حفظ ما تيسر من الآيات والسور التي ورد فيها فضل عظيم مثل: * آية الكرسي: من حفظها وقرأها دبر كل صلاة دخل الجنة -جعلنا الله جميعاً من أهلها-. * الآيتان الأخيرتان من سورة البقرة: من قرأهما كل ليلة كفتاه من كل ما يهمه . *سورة الملك: من حفظها وقاه الله من فتنة القبر. *سورة الكهف: من قرأها كل جمعة أضاء له النور ما بينه وبين الجمعتين ومن حفظ أول عشر آيات منها عصم من الدجال. *سورة السجدة والإنسان: من السنة أن يقرأها المصلي في صلاة الفجر يوم الجمعة. ألم تتحسر يوماً عندما رغبت قراءة القرآن فلم يكن بقربك مصحف ولم تكن على وضوء أو كان الوقت ضيقا؟ الآن حان الوقت لتجديد العهد وشحذ الهمة.
خامساً: إذا كان لديك الرغبة في حفظ العديد من السور فعليك بالسور سهلة الحفظ كمريم وطه والأنبياء والأنفال وق وأغلب جزء الذاريات؛ فهي سور كريمة وأجزاء مباركة من هذا القرآن المجيد وهي مع ذلك سور سهلة الحفظ؛ صحيح أن البداية من سورة الناس أفضل والحفظ المرتب أفضل فهو طريقة السلف الصالح بلا شك ، ولكن كثيرا من الناس عنده عقبة وأنه إذا لم يحفظ القرآن كاملا وإلا لن يحفظ أغلب السور والآيات فهذا من حيل الشيطان التي استطاع أن يلبسها على كثير من الناس.
سادساً: إذا أهمك حفظ مقطع أو سورة فعليك بالتكرار حتى تستظهره عن ظهر قلب؛ ليلاً ونهاراً، سفراً وحضراً، لمدة أسبوع أو أقل أو أكثر فكما قال حكماء المقرئين:" لئن تتقن ما تحفظ خير لك من أن تحفظ ما ستنسى".
سابعاً: استغلال أوقات الصفاء والخلوة لتكون في أوج النشاط الذهني؛ فالبعض يحب الحفظ إذا جلس في مصلاه بعد الفجر إلى أن تشرق الشمس ويحظى بالغنيمتين: الحفظ وأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة ، والبعض يفضل آخر الليل وقت التنزل الإلهي فيجمع الفضيلتين: الحفظ والاستغفار بالأسحار.
ثامناً: اعتن بالمراجعة وذلك باستغلال الأوقات الثمينة التي تضيع على كثيرٍ من الناس أثناء الذهاب والإياب من وإلى مقر العمل أو الدراسة وكذا المسجد ويوم الجمعة قبل وبعد الصلاة.
أخيراً: آية القرآن هي الهدى والنور فاطلب من الله أن يمنحك من نوره وهدايته.
نقلا من شريط الخاصة
إلقاء/ د.عبدالرحمن بن محمد الفارس
0 اقرأ التعليقات:
Post a Comment